إن مفهوم الترميم هو وكما عرفها ميثاق مؤتمر فينيسيا لمنظمة الايكوموس comos/عام 1964 في المادة التاسعة منه .
بانه عملية متخصصة بدرجة عالية من التقنية هدفها حماية وكشف القيمة الجمالية والتاريخية للمباني وتستند تلك العملية إلى احترام المادة الأصلية والوثائق الحقيقة كما يجب أن يكون العمل الإضافي الذي يلزم القيام به متميزاً عن التكوين المعماري الأصلي ويحمل طابعاً عصرياً , على أن تتم عمليات الترميم من خلال دراسات أثرية وتاريخية للمبنى قبل قيام عملية الترميم .
وتستند عمليات الترميم إلى كافة العلوم المحيطة بالحياة بما فيها الكيمياء والجيولوجيا والبيولوجيا والعمارة والهندسة وغيرها من العلوم التي تخدم بشكل مباشر الواقع البشري وحضارته .
أن الحفاظ على الهيكل المعماري للمباني التراثية هو احد أهم مظاهر الحضاره البشرية حيث تختص عملية الترميم بالجزء المكمل لها وهو الحفاظ على الهيكل الإنشائي والمظهر الخارجي والداخلي وتستند بذلك إلى بحوث وتقنيات تعطي السلامة المتكاملة للكتل والهياكل للمباني وتمتد إلى تفاصيلها الجزئية .
لذا فان عملية الترميم هي مجال تتداخل فيه مختلف العلوم والتخصصات مع اشتراك مختصين آخرين بعلوم أخرى لتكوين مفهوم يحيط بالهيكل إحاطة متميزة تؤدي به إلى مفهوم أخر هو الحفاظ عليه .
بهذا يكون الترميم مفهوم الحفاظ على المبنى وعناصره ويمتد عنوان الحفاظ إلى الشمولية لكافة النطاق المحتوى لكافة المباني . إن المباني التراثية تتطلب بشكل أساسي العمل ببرنامج الترميم والصيانة لتحافظ على طابعها الحضاري وحمايتها .
وفق المنهج التالي :-
1- اللجوء إلى كافة الأساليب العلمية والتقنيات الحديثة بإشراك مختلف العلوم التي تساهم في دراسة وحماية الأبنية التراثية .
2- تحديد الهدف من العمل بالترميم والحفاظ على أن لا يقل شاناً عن توفير الرؤية الصحيحة للبنية المعمارية التي كانت قائمة وفق الأدلة التاريخية والتوثيق التراثي .
3- الترميم والحفاظ على الأبنية التراثية يجب أن ينفذ وفق مبدأ الحفظ الدائم .
4- ممارسة كافة الأعمال المسموح بها ضمن حدود الإدخالات والتعديلات دون إحداث إي متغير في أداء الوظيفة .
5- عدم تغير العلاقة بين الكتلة والشكل في حالة الحاجة إلى الإزالة الجزئية أو التعديل .
6- العمل باستخدام وسيلة ضمان الحفاظ على الأجزاء التي تحمل صورة تراث ولا يمكن تجزئتها عن الهيكل الكلي .
7- إتباع منهج شدة التخصص لبلوغ هدف الحفاظ على القيمة الجمالية والتاريخية وفق مبدأ احترام الأصل .
8- استبدال الأجزاء الناقصة يجب أن يكون وفق الأدلة التاريخية التراثية وبانسجام متماثل بالأصل .
9- الحفاظ على التوازن الإنشائي التكويني للمبنى التراثي مع عدم السماح بالإضافات إلا بالقدر الذي يكمل ترابط الأجزاء .
10- اعتماد التوثيق الدقيق الدائم المتزامن مع كل مرحلة من مراحل العمل .
هذا المنهج يؤمن المسؤولية المشتركة لتوظيف برنامج الصيانة والترميم في خدمة التراث المعماري ويؤمن سلامة توارثها للأجيال القادمة في ثراء متكامل لكيانها الموروث . حيث أن مؤتمري أثينا عام 1931 ومؤتمر عام 1964 يتفقان بالرأي.